• نشرة منسوج
  • Posts
  • هل علامتك مستعدة لسوق لا يمنح فرصة ثانية؟

هل علامتك مستعدة لسوق لا يمنح فرصة ثانية؟

وليش المصممين السعوديين في لندن؟

 مصمم الأزياء الذي يطمح للتوسع عالميًا لا يكفيه الطموح، ولا تغنيه المشاركات الرمزية أو العلاقات العامة. الوصول إلى رفوف متاجر مثل «سيلفردجيز» أو «نيت آ بورتر» يتطلب أكثر من حملة تسويق ناجحة، وأكثر من تصميم أنيق وجميل

هذه المتاجر تُقدّر الإبداع، وتضعه ضمن معاييرها. لكنها لا تبني قرارات الشراء على الفكرة وحدها، بل على قدرة العلامة على تحويل الفكرة إلى منتج جاهز للبيع. القطعة يجب أن تكون جذابة، قابلة للتكرار، ومصحوبة بخطة تسعير وتغليف وتوريد وتسويق. المشتري هناك لا يسألك عن رؤيتك الفنية، بل عن جدول الإنتاج، وهامش الربح، ومدى استجابة السوق

إذا كنت تتساءل: ما الذي يؤهلك فعليًا لدخول هذا السوق؟
فالجواب يبدأ من فهم عقلية المشتري، ومعايير التقييم، وما يتوقّعه العميل النهائي

ولتقريب الصورة، نستعرض في هذا المقال تجربة سعودية حية: مشاركة ست علامات محلية في «سيلفريدجز» لندن، من 3 يونيو وحتى 3 أغسطس 2025

متجر سيلفريدجز في لندن

ماذا حدث؟

في الطابق الثاني من متجر «سيلفريدجز» بلندن، خُصصت مساحة لعرض ست علامات أزياء سعودية لمستفيدي الصندوق الثقافي ومبادرة 100 براند سعودي، بدعم من هيئة الأزياء والصندوق، بهدف تعزيز حضورها في أسواق التجزئة العالمية

صُمّمت المساحة بأسلوب معاصر يعبّر عن الطابع المحلي، مع اعتماد حقول الخزامى كمصدر بصري أساسي، لما تمثّله من رمز موسمي مميز في المشهد الطبيعي السعودي

احتفاءً بعام الحرف اليدوية، أتاح الصندوق الثقافي عرض منتجات مختارة نفّذها حرفيون سعوديون، في خطوة أسهمت في تسليط الضوء على إبداعاتهم وتعزيز حضور الحِرفة السعودية ضمن سياق التصميم المعاصر. تهدف هذه المشاركة إلى ترسيخ العلاقة بين الأزياء والثقافة، عبر تجربة ميدانية تُبرز دور الحِرف التقليدية كمصدر إلهام حقيقي للمصممين المحليين. وقد نُظّمت هذه المشاركة بالتعاون مع مؤسسة «تركواز ماونتن»، وهي مؤسسة دولية غير ربحية تُعنى بإحياء الفنون التقليدية ودعم الحرفيين حول العالم. ويُذكر أن الصندوق أطلق مؤخرًا برنامج «مسرعات نماء»، الذي يستهدف رفع كفاءة المنشآت الثقافية وتعزيز قدرتها التنافسية، بدءًا بمسار الحرف اليدوية

المنتجات الحرفية السعودية في سيلفريدجز

المنتجات الحرفية السعودية في سيلفريدجز

أما مشاركة العلامات، فجاءت بعد عملية اختيار تمت من قبل فريق المشتريات في «سيلفريدجز»، بناءً على مقومات أساسية ينبغي أن تتوفر في أي علامة تسعى لدخول هذا المستوى

يزور «سيلفريدجز» في لندن سنويًا أكثر من 17 مليون شخص من مختلف الجنسيات والخلفيات، وتجاوزت مبيعاته 830 مليون جنيه إسترليني وفقًا لأحدث التقارير

لماذا التجارب الدولية مهمة؟

لأنها تتيح للعلامات السعودية فرصة للتفاعل مع سوق خارجي ضخم، وخارج حدود السياق المحلي

في «سيلفريدجز» مثلا، لا أحد يعرف خلفية المصمم، ولا يلتفت إلى من يقف خلف العلامة. التقييم يكون للمنتج نفسه: هل يثير الاهتمام؟ هل يمكن بيعه؟ وهل يتماشى مع ذوق المتسوق؟

وهذه المشاركة كانت تجربة عملية لقياس مدى استعداد العلامات السعودية للانتقال من السوق المحلي إلى منظومة التوزيع والتصدير الدولي
:من خلالها، واجه المصممون أسئلة محورية
هل الهوية البصرية مفهومة خارج الإطار المحلي؟
هل العلامة قادرة على تلبية متطلبات الإنتاج والتوريد؟
وهل الفريق مستعد للتعامل مع شروط الأسواق العالمية، من ناحية الكميات، والتسعير، وهوامش الأرباح، وتوقعات المشترين؟

هذا النوع من التجارب لا يقدّم ضمانًا للنجاح، لكنه خطوة حقيقية لفهم ما يتطلبه التوسع خارج الحدود، وما الذي تحتاجه العلامات السعودية لتكون جزءًا من سوق عالمي مفتوح

من هم المشاركون؟

:العلامات المشاركة في مبادرة «سيلفريدجز» لندن كانت 6 علامات وهي

 جميعها علامات سعودية اختارها بعناية فريق المشتريات في «سيلفريدجز»، بناءً على معايير تتعلق بجودة التصميم، ووضوح الهوية، وقابلية القطع للبيع ضمن سوق عالمي
سبق لبعض هذه العلامات أن شارك في عروض أو معارض دولية في مدن مثل باريس وميلان والكويت، لكن تجربة سيلفريدجز» اختلفت من حيث طبيعة السوق، وتوقعات العملاء، ومتطلبات التنفيذ»

ماذا قال المصممون؟

:سألنا المصممين المشاركين سؤالين رئيسيين

ما الذي تعلّمتموه من تجاربكم السابقة وساعدكم على الاستعداد لهذه الفرصة؟

وما النصيحة التي تتمنّون لو سمعتموها قبل الدخول في تجارب دولية؟

:عن التجارب السابقة


من خلال تعاملي المباشر مع العملاء ومتابعة اختياراتهم، بدأت أفهم فعلاً وش اللي يجذبهم. تعلمت إن المصمم لازم يوازن بين ذوق السوق وبين الهوية اللي يقدّمها. السوق العالمي يتغير بسرعة، فلازم دايم تطوّر منتجك وتكون قدّ المسؤولية من ناحية الجودة والاحترافية. وبصراحة، بناء العلاقات في المجال، والتواجد مع الصحافة، هذي أمور تفرق كثير وتفتح لك أبواب

منى الشبل

:عن النصيحة


الخبرة ما تنبني بيوم، لكنها أهم سلاح عندك كمصمم. هي اللي تعلّمك كيف تفهم الناس وتدخل أسواق أكبر. السوق اليوم متعطش لمنتجات لها طابع ثقافي حقيقي، وتقدّم طرح مختلف عن السائد. وخاصة في الفترات الأخيرة، صرنا نشوف فضول حقيقي تجاه الثقافة السعودية، أكثر من أي وقت مضى. بس علشان توصّل هويتك، لازم تقدّمها بأسلوب احترافي ولغة يفهمها السوق، مو بمبالغة ولا بشكل مبهم

منى الشبل

:عن التجارب السابقة


من أهم الدروس اللي تعلمتها إن التفاصيل هي اللي تصنع الفرق، وإن كل تصميم لازم يكون له قصة واضحة
صارت عندي قناعة إن الهوية القوية والواضحة مو شي ثانوي، بل هي الأساس
ومع مشاركتي في «سيلفريدجز»، حسيت إن كل تجربة سابقة ساعدتني أطبّق هذا الفهم بشكل أصدق، وقدّمت تصاميمي بروح معاصرة تعبّر عني وتعكس ثقافتي

نورة آل الشيخ

:عن النصيحة

أنصح كل مصمم ومصممة إنهم يشتغلون على بناء هويتهم من البداية، وما يحاولون يرضون كل الناس. رؤيتك لازم تكون واضحة، وتعرف وش تبغى تقول من خلال شغلك. وبرضو طريقة التقديم لها دور كبير، سواء في تنظيم الملفات أو شرح فكرة المجموعة. كل هالخطوات لازم تكون احترافية، بس فيها لمسة شخصية تبيّن صاحب العمل. وأؤمن إن النجاح ما يصير فجأة، هو سلسلة تجارب وتراكم خطوات، وكل تجربة مهما كانت بسيطة تمهّد للطريق

نورة آل الشيخ

:عن التجارب السابقة

شاركنا من قبل في عروض خارج المملكة، في باريس وميلان، واشتغلنا مع متاجر مثل هارفي نيكولز في الكويت، والحين نشارك في سيلفريدجز ضمن تجربة مختلفة تمامًا. اللي تعلمناه خلال هالفترة إن الجاهزية تصنع فرق كبير، لأن المتاجر تطلب أحيانًا كميات كبيرة، أو تصاميم ومقاسات معينة، وكل هذا يحتاج استجابة سريعة وقدرة على الإنتاج. وصار واضح لنا إن جانب التسويق له وزن كبير في نجاح التجربة، سواء من طرفنا كعلامة أو من طرف المتجر. لازم يكون فيه فهم واضح لكيفية عرض المنتج، وكيف توصل فكرته للجمهور

 ومن الدروس المهمة بعد: قبل تبدأ أي تعاون مع متجر، لازم تكون فاهم شروط البيع ونسبة الربح. بعض المتاجر تاخذ نسب عالية، وإذا ما حسبتها صح، تتأثر أرباحك ويمكن تدخل بخسارة وأنت ما تدري

نايف الهايف – نوبل & فريش

:عن النصيحة

في التجارب الدولية، أهم شيء يكون عندك مخزون جاهز أو قدرة تصنّع بسرعة إذا جاء طلب مفاجئ. لازم يكون عندك خطة تسويق واضحة، وتفتح مجال للتعاون مع فريق العلاقات العامة عندهم، لأنهم يعرفون جمهورهم أكثر. وبنفس الوقت، تدرس السوق اللي داخل عليه: وش يهمهم؟ وش طريقتهم في الشراء؟ لأنك ما تقدم لهم منتج بس، تقدم لهم تجربة كاملة

نايف الهايف – نوبل & فريش

:عن التجارب السابقة

شاركنا من قبل في أكثر من تجربة عالمية، بس المشاركة في «سيلفريدجز» كانت مختلفة تمامًا. المتجر له طابع خاص، مو بس لأنه وجهة فخمة، لكن لأنه يستقطب جمهور متنوّع، وبيعتمد بشكل كبير على تجربة البيع داخل المكان. من هنا، صار ضروري نشتغل على المجموعة المعروضة بطريقة توازن بين هوية العلامة ومتطلبات المكان. اخترنا قطع من مجموعة "وايلد" لأنها تعكس روح آرام، وفي نفس الوقت تناسب طبيعة العميل اللي يزور «سيلفريدجز». والأهم، إننا صرنا نشوف التوزيع الدولي مو كخطوة استعراضية، بل كمسؤولية تتطلب فهم عميق للمنتج، والجمهور، وكيف تقدم له القطعة بطريقة توصله بدون ما تشرح كثير

أروى العماري – آرام

:عن النصيحة

هم شيء إن المصمم يشتغل من البداية على هوية واضحة، وتصميم عملي يقدر يعيش في السوق، مو بس في الصور. السوق العالمي فيه تنافس عالي، والعميل ما يعرفك، يحكم على شغلك من أول لحظة. لازم توازن بين الشي اللي يميزك، والشي اللي فعليًا يلبّي احتياج السوق. ويمكن ما تكون المعادلة سهلة، بس مع الوقت والجهد توصل، إذا كنت واعي لهويتك، ووين تبغى توصل

أروى العماري – آرام

ماذا نتعلّم من هذه التجربة؟

الوجود في متجر عالمي لا يعني أن العلامة وصلت، بل يعني أن الاختبار الحقيقي بدأ
من هنا يبدأ التحدي في الاستمرار، والقدرة على تلبية الطلب، والتكيّف مع معايير سوق لا يرحم التردد أو العشوائية
التجربة تطلبت من المصممين التعامل مع المشروع بمنطق تجاري واضح
ما الذي يمكن إنتاجه بانتظام؟
هل التسعير قابل للتفاوض؟
هل العلامة قادرة على تلبية احتياجات بائع تجزئة دولي في الوقت المناسب؟

في هذا السياق، لم يكن المنتج تمثيلًا لثقافة فقط، بل عرضًا تجاريًا لا بد أن يكون مفهومًا، قابلاً للتنفيذ، ومناسبًا لدورة البيع الحديثة

المشاركة في مثل هذه المبادرات تمنح المصمم فرصة واقعية لتقييم جاهزية مشروعه، وتحديد ما إذا كان ما يقدّمه اليوم كافٍ فعلاً للتوسّع خارج السوق المحلي

كيف تصل إلى مثل هذه التجربة؟

لا يفتح «سيلفريدجز» أبوابه عبر بريد إلكتروني، ولا عبر مشاركة عابرة في معرض
الوصول إلى هذا النوع من المتاجر هو نتيجة تراكم منهجي في بناء علامة قابلة للتوزيع، وليس مجرد إبداع بصري. إذا كنت مصممًا يطمح للوجود في أسواق من هذا المستوى، فابدأ من هنا

:عرّف علامتك بوضوح
ما الرسالة التي تحملها؟ هل يمكن تمييزها دون شرح؟ هل تتجاوز كونها «جميلة» لتكون مفهومة وقابلة للتسويق؟

:حوّل الفكرة إلى منتج
السوق لا يقيّم التصميم كصورة، بل كمُنتج. هل القطعة قابلة للإنتاج؟ هل يمكن تكرارها بجودة ثابتة؟ هل لديك خطة للإمداد؟

:اضبط تسعيرك وفق الواقع التجاري
هل تستطيع تغطية تكاليفك بعد خصم نسبة المتجر؟ هل تسعيرك يعكس موقع علامتك في السوق؟ التسعير العشوائي كفيل بإخراجك قبل أن تبدأ

:قدّم علامتك بلغة المشتري
 المشترون لا يتابعون إنستغرامك. إن لم يكن لديك «نشرة تفاصيل للمنتجات» و «كتالوج إطلالات» واضحين، فلن تُؤخذ على محمل الجد

:ادخل السوق من خلال من يفهمه
الوصول المباشر نادر. غالبًا ما يتحقق القبول من خلال وسيط محترف يعرف متى، وأين، وكيف يطرح علامتك على طاولة المشتري

هذه الخطوات لا تضمن القبول، لكنها الحد الأدنى للدخول في اللعبة

:السؤال الأهم الآن

هل علامتك مستعدة؟ هل يملك منتجك ما يكفي ليتجاوز الانطباع الأول، ويثبت نفسه ضمن دورة بيع منتظمة ومستدامة؟ وهل تمتلك الأدوات التي تؤهلك للتعامل مع مشترٍ محترف لا يلتفت إلى النوايا أو الجهد المبذول، بل إلى الجاهزية والنتائج؟

كيف كانت النشرة اليوم؟

Login or Subscribe to participate in polls.

📩أخبـار تهمـك

فريق التحرير: غادة الناصر، سفر عياد، بلسم الغشام، هاجر مبارك، وجدان المالكي 

منسوج، لكل ما يخُص قطاع الأزيـاء المحلي

Reply

or to participate.