✍ مراجعة بقلم: غادة الناصر

وش أول ما يخطر على بالكم لما نقول بحر وغوص ولولو؟ أنا شخصيًا يروح بالي للّون اللؤلؤي الصدفي اللامع. نفس الإحساس جاء ببالي وأنا أشوف افتتاحية عرض «وعد العقيلي» لمجموعتها «يامال». «يامال» هي الأغنية اللي كان البحّارة والغواصين يستأنسون بغناها وهم في البحر لشهور طويلة، يدورون اللؤلؤ وهم مابين المغامرة والتعب وهم الانتظار

وشلون جسدت «وعد» البحر في تصاميمها؟

القطع كانت مشاهد متتابعة من البحر نفسه؛ القصّات الانسيابية تعكس حركة الموج، واختيار أقمشة التفتا اللامعة السادة كان اختيار ممتاز لعكس بريق الشمس فوق سطح الماء في حال سكون البحر، وإدخال الشك والكريستال مع القصات المموجة يعكس شكل أمواج البحر وتداخلها حال هيجانه

كل تصميم بقصاته وألوانه والتقنيات المستخدمة في صنعه كانت تعيشنا لحظات المغامرة مع البحارة. فاحنا غصنا معهم وشفنا الألوان اللي شافوها وانبهرنا معهم

كيف اشتغلت «وعد» على التفاصيل؟

الاكسسوارات أخذت من التراث وأعيد صياغتها لما يتماشى مع المجموعة، مثل «الهامة» اللي كانت تلبس في نجد وتزين رؤوس النساء. تم تنفيذ هامات من الذهب وبشكل يدوي وبتصميم ناعم يماشي رغبات عملاء «وعد العقيلي» اللي يميلون للخطوط الناعمة

 و«الميزان» كان أيضا قطعة ثانية من الاكسسوارات. استلهمت وعد «حلق الميزان» من الميزان اللي كانوا يستخدمونه سابقا في وزن نقاء اللؤلؤ الطبيعي

ومنحنيات المحار ظهرت بخفة وأناقة في تصميم قصة الصدر، بأسلوب ناعم صار علامة مميزة باسم وعد العقيلي

وش قصة عباءة «أم السمكة»؟

من أجمل لحظات عرض «يامال» كانت عباءة «أم السمكة»، نتيجة تعاون بين «وعد العقيلي» والفنانة السعودية «سارة العبدلي». القطعة جاية كتحية للبحر، وللناس اللي عاشوا عليه وسوّوا منه قصة وهوية. القطعة في نظري أرشيفية بامتياز

استلهمت وعد تفاصيلها من سواحل الشرقية. تم رسم القماش يدويًا بأمواج ومراكب وغوّاصين، كأنه مشهد من ذاكرة البحر نفسها. الألوان متدرجة ومطبوعة يدوياً ومطعمة بكريستالات تلمع مع كل حركة، والتطريز من لؤلؤ طبيعي وأم الؤلؤ. وفي نهايتها، كركوشة لؤلؤية مختلفة عن الكركوشة التقليدية في عباءة «أم السمكة» التراثية

مجموعة «يامال» والتقنية

في واحدة من قطع مجموعة «يامال»، قدمت «وعد» بناءً كوتوريًّا دقيق التفاصيل يجمع بين الصنعة والخيال. الجزء العلوي صُمّم من صفائح «أم اللؤلؤ» الطبيعية بعد معالجتها يدويًا وصقلها لتكوّن سطح متجانس يعكس الضوء بانسيابية

الطبقات السفلية خضعت لمعالجة بمواد لؤلؤية وشموع طبيعية تضيف لمعانًا متصلًا، قبل دمجها بالقماش بتقنيات حرارية تجمع بين متانة الخامة ونعومة الملمس. أما الأهداب المتدلية، فشكّلتها خيوط دقيقة من اللؤلؤ الطبيعي وقطرات الكريستال، مصاغة يدويًا لتلتقط الضوء بحركتها

وختاماً، قدّمت «وعد العقيلي» مشهد بصري يعبّر عن البحر كذاكرة وكمصدر إلهام في الوقت نفسه، وأثبتت إن القصص المحلية تقدر تصنع أزياء عالمية إذا انقالت باستلهام خفي وبصناعة دقيقة. ومن ناحية تجارية، فانا أشوف إن «وعد العقيلي» قوية من هالناحية لأنها تقدم قطع تناسب الذوق العالمي المعاصر وهويتها واضحة جدا في قطعها ولا يخطئها اثنين

فريق التحرير: غادة الناصر، هاجر مبارك، منار الأحمدي، وجدان المالكي

منسوج، لكل ما يخُص قطاع الأزيـاء المحلي