✍ مراجعة بقلم: غادة الناصر
محد يحوّل منصة العرض لمسرح حي ومشوق ويحكي قصة بمشاهد وحبكة ممتعة زي «عبير وعلياء عريف»، مؤسِّسات دار «أتيليه حكايات». الأتيليه دايم يقدّم مجموعات تدمج بين الأزياء الراقية والملابس الجاهزة، بأسلوب يحسسك إنك داخل قصة فعلاً. شغفهم بالتصميم بدأ من بيئة عائلية قريبة من النسيج، فجَدّهم كان من مؤسسي قسم النسيج في كسوة الكعبة، وهالشي أعطى شغلهم جذور أصيلة مرتبطة بالتراث اللي يترجمونه اليوم برؤية حديثة

بعدسة الثقافية أزياء
وش قصة مجموعة «تذكرة إلى المسرح»؟
عبير وعلياء قدّموا مجموعتهم «تذكرة إلى المسرح» المستوحاة من عالم المسرح الدرامي والكواليس؛ المكان اللي يلتقي فيه الضوء بالمشاعر، وتتحول فيه الأحلام لفن. المجموعة كانت تقدير لكل شخص يشتغل خلف الكواليس عشان يطلع العرض بأجمل صورة، وتحمل رؤية تحتفي بمراحل التغيير في حياة المرأة والفصول المتغيرة اللي تمر فيها. ومجموعة تحتفي بالمتعة خلف الدراما والدرامية بدال ما تخاف منها

بعدسة الثقافية أزياء
وش يميز «أتيليه حكايات»؟
الشي اللي يميّز «أتيليه حكايات» في نظري إنهم ما يقدمون مجرد أزياء، بل يقدمون قصة. العرض بدأ ببدلة واسعة القَصّة ومعاها «كيب» من قماش مختلف، في دمج جريء مو بس على مستوى الخامات، بل حتى بين أنواع الملابس. وهذا يعكس أسلوبهم الواضح في كسر التوقعات ودمج عناصر غير متوقعة داخل مشهد واحد. «عبير وعلياء» ما يترددون أبدًا في تقديم سرد متكامل للحكاية، يوظفون فيه كل أدوات الأزياء الراقية: من الخامات والقصّات إلى الإكسسوارات وطريقة العرض. المهم عندهم إن الحكاية تتقال للنهاية، من أول مشهد لآخر تفصيلة

بعدسة RFW
كيف يصافح «أتيليه حكايات» الدراما بكل أريحية على المنصة؟
زي المسرح، الشغل الحقيقي عندهم يبدأ ورا الكواليس، بجهد متناغم بين كل التفاصيل لين توصل الصورة النهائية على المنصة. المسرح ما يخاف من الدراما، بل يحتضنها، وكذلك «أتيليه حكايات»: يدمجون عناصر متباينة، وممكن يشاكسون المشاهد بحركة أو إكسسوار، عشان يصنعون تواصل أعمق مع الجمهور

بعدسة RFW
ولأن المسرح دايم سريع ومتغيّر ومليان ألوان ويحتاج سرعة في التأقلم، يبان هذا الشي في القصّات اللي تعودنا نشوفها في عروض "أتيليه حكايات". القصّات انسيابية، واسعة وخفيفة، تسمح بحرية الحركة، ومرتكزة على أكتاف وأجسام العارضات كأنها بلا وزن، تعطي إحساس إن المشهد يتغير لحظة بلحظة. كأنهم يذكّروننا إن الجمال مو في اللقطة، بل في القصة كلها

بعدسة RFW
بهذا العرض، أكدت «أتيليه حكايات» قدرتهم على تحويل المنصة إلى مسرح يروي الحكاية بكل عناصرها، مستخدمين القصّات الدرامية كأدوات للتعبير. وفي الوقت نفسه، فتحوا فصل جديد بإعلان دخولهم عالم الجمال والمكياج
السؤال الآن: كيف ممكن ينقلون الدراما والمتعة من منصة الأزياء إلى خطهم الجمالي الجديد؟ وهل راح يستمرون بنفس النهج القصصي، أو بنشوف جانب مختلف تمامًا من حكايتهم؟

بعدسة الثقافية أزياء

فريق التحرير: غادة الناصر، هاجر مبارك، منار الأحمدي، وجدان المالكي
منسوج، لكل ما يخُص قطاع الأزيـاء المحلي

