تسلفيني شنطتك؟

مع تغيّر الأذواق وتعدّد المناسبات، بدأت علاقة المستهلك بالموضة تتبدل. ما عادت الفخامة تعني فقط التملّك، بل أصبحت تجربة مؤقتة تلبي الحاجة اللحظية. في هذا السياق، برزت منصات الإعارة كحل عملي واقتصادي، وحتى بيئي

:عالميًا، يشهد هذا النموذج زخمًا متزايدًا

في أمريكا، سجلت منصة (رينت ذا رانواي) إيرادات بلغت 69.6 مليون دولار في الربع الأول من 2025، بعدد مشتركين نشطين تجاوز 147 ألف

وفي الخليج، توسعت (سويتش) إلى دبي لتقديم اشتراكات مرنة لتأجير الشنط والمجوهرات

أما في الإمارات، فظهرت منصة (بيست كيبت شيرد) عام 2023، لتقدّم خدمة تأجير وإعادة بيع الأزياء من شخص إلى آخر

وفي مصر، أثبتت (لا رينا اكستشينج) نجاح نموذج تأجير فساتين المناسبات

قفز السوق العالمي للإعارة من 1.5 مليار دولار في 2023 إلى 1.9 مليار في 2024، والتوقعات توصل إلى 3.6 مليار بحلول 2033، بنمو سنوي 7.7٪. والسبب: بحسب تحليلات «باين»، أن شريحة واسعة من جيل ما دون الثلاثين تميل إلى تجربة المنتج أكثر من تملّكه، ما يعزز جاذبية نموذج الإعارة لهذه الفئة

في السعودية: إشارات أولى... وفرصة قائمة

محليًا، بدأت تظهر بعض المبادرات الفردية لإعارة فساتين الأعراس، وبعض المحلات تقدّم خيارات للإيجار في المناسبات. واليوم، توجد أيضًا منصات رقمية ناشئة مثل «إعارة» وموقع «المصممة عايشة الفرج»، التي تقدم خدمات إعارة للفساتين أو الحقائب

رغم هذه المبادرات، لا تزال هناك مساحة لتطوير منصة محلية متكاملة، ما يفتح المجال أمام نموذج فعّال ومربح محليًا

فالبيئة التقنية والسلوكية مؤهلة، إذ تشهد التجارة الإلكترونية توسعًا مستمرًا، وتتجاوز نسبة الدفع الرقمي 50٪ من العمليات، وتتسارع وتيرة تطور خدمات التوصيل، فيما يُتوقع أن يصل حجم سوق الموضة السعودي إلى 5.7 مليار دولار بحلول عام 2030

:والتحدي؟ ليس في البنية التحتية، بل في الثقافة. فحتى الآن، لا تزال الأسئلة حاضرة

هل أثق في استعارة قطعة ارتدتها أخريات؟ هل سأستلمها نظيفة؟ وهل الخدمة تُوازي تجربة الشراء؟

في استطلاع رأي أجرته منسوج على منصة «إكس»، أوضح 50٪ من المشاركين أنهم يفضلون الشراء على الاستعارة، بينما أبدى 29٪ استعدادهم للتجربة في حال كانت الخدمة راقية، و15٪ اعتبروها فكرة عملية؛ هذه النسب تُظهر أن السوق المحلي لا يرفض الفكرة تمامًا، لكنه يربطها بشروط صارمة تتعلق بجودة الخدمة، وموثوقية المنصة، وتجربة المستخدم

من المناسبات إلى السفر: متى نحتاج للشراء أصلًا؟
في سوق تحكمه المناسبات، لا تُشترى جميع القطع من باب الحاجة الدائمة. حفلات الزفاف، المواسم الثقافية، السفر،كل هذه لحظات مؤقتة تستدعي أزياء واكسسوارات ذات طابع خاص

وفق إحصائية من «ستاتيستا» 57٪ من المستهلكين في الخليج يمتلكون قطعًا فاخرة نادرًا ما استُخدمت. في هذا السياق، تُقدم الإعارة حلاً عمليًا يواكب وتيرة المناسبات؛ أنت تعيش التجربة، دون التزام التملك، أو أعباء التخزين

هل الإعارة تخلق سوقًا جديدًا؟
رغم الجدل حول تأثير الإعارة على مبيعات الفخامة التقليدية، تُظهر التحليلات أن هذا النموذج لا يزاحم السوق بقدر ما يعيد تشكيله. فبينما قد يقلل من وتيرة الشراء لدى بعض الفئات، إلا أنه يفتح السوق أمام مستهلكين جدد يفضلون التجربة على التملّك. الإعارة لا تنتقص من الفخامة، بل تضيف إليها بعدًا مختلفًا في نمط الاستهلاك

هل يخدم هذا النموذج المصممين المحليين؟
قد تشكّل الإعارة قناة جديدة لمصممي المناسبات لعرض تصاميمهم لفئات لا تشتري دائمًا، لكنها تبحث عن التميز المؤقت. هذا يتطلب شراكات ذكية ونموذج يضمن الحقوق والعوائد العادلة

هل يمكن للإعارة أن تصبح أداة عمل للمختصين؟
لا تقتصر الإعارة على الأفراد، بل قد تصبح أداة عملية للعاملين في قطاع الأزياء، مثل منسقي المظهر، المصورين، ومنظّمي الفعاليات، ممن يحتاجون قطعًا مميزة لجلسات تصوير أو مناسبات محددة، دون التزام بالشراء

بالنسبة للمنصات، تمثل هذه الفئة فرصة لبناء قاعدة عملاء متكررين، شرط تقديم تجربة احترافية تشمل دقة التسليم، جودة التنظيف، وتنوع الخيارات. في تقرير نشرته «فوغ بزنس» عام 2023، أشار عدد من منسقي المظهر في أوروبا إلى استخدامهم خدمات الإعارة لتوسيع خياراتهم وتقليل التكاليف في الحملات البصرية، مع ارتفاع وتيرة الإنتاج الرقمي. ما يشير إلى أن الإعارة قد تتحول من خيار فردي إلى أداة عمل في منظومة الأزياء الحديثة

ما الذي يصنع منصة إعارة ناجحة؟
نجاح هذه المنصات لا يتوقف عند الفكرة، بل على جودة التنفيذ. من تجربة التسعير إلى طريقة التغليف، ومن التطبيق إلى التعامل مع القطع، كل التفاصيل تساهم في بناء الثقة. وهذه أبرز ركائز النجاح

تسعير ذكي: يقدم قيمة عادلة ويشمل مزايا مثل التأمين وخيار الشراء

خدمة راقية: توصيل خلال 24–48 ساعة، وتغليف أنيق يعكس الفخامة

ضمان جودة: فحص دقيق وتنظيف احترافي مع سجل رقمي لكل قطعة

واجهة رقمية: تجربة تصفح سلسة وتوصيات مخصصة

تحليل البيانات: توقع المواسم، تقليل الهدر، وتحسين التجربة

الإعارة ليست بديلاً عن الفخامة… بل وجه جديد لها
في سوق سريع النمو كالسعودية، يبقى السؤال مطروحًا: هل التملّك دائمًا هو الخيار الأذكى؟ أم أن الفخامة القادمة… قد تُستعار؟

مصطلح اليوم

كلمة «بِندانـة» مُعرّبة من الفارسية، تعني الرباط أو الحبل، أو قطعة قماش من الصوف أو القطن مُضَّفرة تُربط على الرأس أو تُستخدم لضمّ الشعر
ويقابل «بِندانـة» في العربية: العَقص، الجَديلة، الضَّفر، والقَطايِن

📩أخبـار تهمـك

دورة: تصوير الأزياء

يشارك برنامج «100 براند سعودي» ضمن فعاليات أسبوع الموضة في باريس من خلال معرض «ترانوي»، وذلك بتنظيم من هيئة الأزياء السعودية. يُقام المعرض في الفترة من 24 إلى 27 يونيو

تطلق هيئة الأزياء مسابقة “إحياء التراث السعودي: فنون وحرف يدوية” بالتعاون مع خبراء من سواروفسكي، وذلك خلال الفترة من 24 أغسطس إلى 13 نوفمبر

شركة باين آند كومباني تتوقّع انكماش سوق السلع الفاخرة الشخصية عالميًا بنسبة 2–5٪ في 2025، مع استقرار في أوروبا ونمو محتمل في الشرق الأوسط

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن إطلاق علامته الفاخرة الجديدة «فيفا 1904» رسميًا خلال أسبوع الموضة في باريس، بتصاميم من إبداع المصمم ماركوس كلايتون

تواجه «شي ان» صعوبة في تحسين صورتها البيئية رغم مبادرات الاستدامة، وسط انتقادات متواصلة بشأن الانبعاثات وممارسات الإنتاج السريع

تعاونت «فيراجامو» مع «بورشه إيطاليا» بمناسبة مرور 40 عامًا على تأسيس الأخيرة، لإطلاق إصدار خاص من سيارتي «بورشه 911 كاريرا» و«بورشه تايكان»، بلون مستوحى من أرشيف الدار، ومخصص حصريًا للسوق الإيطالية

فريق التحرير: غادة الناصر، سفر عياد، بلسم الغشام، هاجر مبارك، وجدان المالكي

منسوج، لكل ما يخُص قطاع الأزيـاء المحلي