كيف تجعل الإعلام الشريك الخفي لنجاحك؟

بعد الحرب العالمية الثانية، كانت باريس تسعى جاهدة لاستعادة مكانتها الريادية، خصوصا الثقافية والفنية. لكن سمعة «كوكو شانيل» كانت قد اهتزت بالشائعات، و«كريستيان ديور» كان لا يزال في بداياته. يومها لم تكتفِ الصحافة الفرنسية بدورالمراقب للمشهد، بل تحركت لتكتب عنهم بوعي ودعم، فحوّلتهم إلى رموز، وخلدت التصاميم كعلامات فارقة، معيدةً الثقة بالصناعة الفرنسية كلها 

بهذا المدخل انطلق لقاء «منسوج» مع «أ. مشاعل الدخيل»، خبيرة العلاقات العامة والإعلام في الأزياء، حيث امتد لساعتين كشفت خلالهما عن أخطاء شائعة لدى المصممين، وقدّمت نصائح صريحة لكل المهتمين بمجال الأزياء

رسالتها الأولى كانت واضحة: التصميم وحده لا يكفي. القطعة قد تلمع على «إنستقرام» ليوم واحد، لكن من دون الإعلام ستبقى محصورة ولن تتحول إلى أثر طويل المدى

وأشارت إلى أن التفاصيل الصغيرة هي التي ترسم الانطباع العام: صور واضحة، ملف تعريفي مرتّب، واستجابة سريعة لطلبات الإعلام. خطوات تبدو بسيطة لكنها هي ما يحدد حضورك في القصة أو غيابك عنها. الأهم أن الحضور الإعلامي المدروس للمصمم، أو العلامة، أو المصور، أو العامل في قطاع الأزياء بشكل عام لا يقتصر على الصحف؛ بل يفتح أبوابًا أوسع. كثير من الجهات والشركات قبل التعاون تبحث عن المصمم إعلاميًا، تقرأ ما كُتب عنه وتقيس حضوره. من يظهر بصورة قوية ومتواصلة تتضاعف فرصه في الشراكات والتعاونات، ومن يغيب إعلاميًا يفقد هذه المكاسب قبل بدء التفاوض

ما هو دور العلاقات العامة في صناعة الأزياء؟

يمنح الإعلام المصمم أو العلامة وزنًا ملموسًا في السوق، ويضع عمله في دائرة التأثير خارج حدود المنصات الشخصية. والعلاقات العامة تحوّل هذا الحضور إلى فرص عملية: دعوات، شراكات، وأسواق جديدة، وتراكم قيمة معنوية أعمق على المدى البعيد: سمعة راسخة، إدارة أزمات متقنة، وقصص تبقي العلامة حاضرة في الذاكرة

بناء السمعة

من يحسن إشراك الصحافة والعلاقات العامة في إطلاقاته وكواليسه يروّج لتصاميمه ويصوغ هوية تجعل اسمه أثمن من أي قطعة. والإعلام لا يمنح ثقته إلا للمحترف الذي يعتني بالتفاصيل ويضع الجودة في صميم عمله. هذه السمعة تصبح درعًا له أمام التقليد، كما تؤكد «أ. مشاعل الدخيل»: المصمم الذي يقنع الإعلام والجمهور بهويته وجودته، لا تهزه النسخ المقلدة؛ لأن الناس باتوا يثقون في توقيعه قبل أن ينظروا إلى القطعة ذاتها

إدارة الأزمات

الأخطاء واردة في عالم الأزياء الديناميكي؛ فقد تُفهم حملة بشكل خاطئ أو تُترجم رسالةٌ بشكل يفتح بابًا للجدل. هنا يظهر دور العلاقات العامة كجسر لإعادة بناء الثقة. أزمة «دولتشي آند غابانا» في الصين عام 2018 مثال واضح: إعلان مسيء أشعل المقاطعة وألغى عرض «شنغهاي»، لكن الاعتذار العلني أوقف النزيف وأثبت أن الاستجابة السريعة والشفافة أول مفاتيح المصالحة. كما تؤكد «أ. مشاعل الدخيل» أن الصمت يضاعف الخسارة؛ فالفراغ يملؤه الآخرون بروايتهم، بينما الرد السريع والواضح يحمي السمعة ويعيد الثقة

كيف تؤثر القصة على علامتك؟

القصة تضيف إلى التصميم بعدًا يجعل حضوره أعمق في ذاكرة الناس. وقد برز هذا الأثر مع عرض «أتيليه حكايات» في «أسبوع الرياض للأزياء» عام 2024؛ إذ حملت المجموعة رؤية إنسانية عميقة وشخصية، وما عزّز وصولها هو طريقة تناول الإعلام والصحفيين لها؛ فككوا رموز العرض وحوّلوه إلى حكاية مفهومة بدل الاكتفاء بنقل الصور، فكانوا حلقة وصل بين العلامة والناس وصانعين لانطباع تجاوز التوقعات

أدوات المصمم لبناء علاقة ذهبية مع الإعلام

:العلاقة الذهبية مع الإعلام تبنى بأدوات واعية واستعداد دائم. وهذه أهم الركائز التي يحتاجها كل مصمم

ألبوم الإطلالات: القصة المصوّرة

ألبوم الإطلالات «لوك بوك» هو السجل البصري للعلامة، والدليل الذي يعرّف بهويتها. حين يقدّم المصمم لقطات تكشف تفاصيل القطع، ويضيف شرحًا للأقمشة المختارة، مع إبراز مصدر الإلهام والرؤية وراء المجموعة، فإنه يمنح الصحافة مادة صادقة لتنقل قصته. ووجود هذا الألبوم مع كل مجموعة دليل على أن المصمم مستعد للحوار مع الإعلام، وأن هويته واضحة ومتماسكة

الحقيبة الإعلامية: أداة حضورك الجاهزة

الإعلام يبحث دائمًا عن الإنسان خلف العلامة، و«الحقيبة الإعلامية – بريس كيت» هي أداته لمعرفة ذلك. هي ملف عملي يجمع بدايات المصمّم، نجاحاته، العثرات التي تجاوزها، والفعاليات التي شارك فيها. في أي إطلاق لمجموعة جديدة أو تعاونات، الحقيبة الإعلامية هي أول ما يحتاجه الصحفيون والمجلات

جهّز ملفًا مفتوح المصدر يحتوي على تفاصيل عملك وصور عالية الجودة، ومعه قائمة مسبقة بعناوين الإعلاميين والمجلات والصحفيين، وأرسلها في الوقت المناسب. هذه الخطوة تفتح أبواب فرص كبيرة بلا تكاليف مادية وتضعك في مقدمة من يُقترح اسمه عند كل تغطية أو حدث

لماذا يجب أن ترد الآن؟

أكبر عائق أمام الإعلاميين هو الانتظار؛ عملهم مرتبط بالتوقيت ومواكبة الأحداث. المصمّم الذي يرد بسرعة ومرونة في التصريحات أو توفير القطع يكسب احترامهم وثقتهم وتزداد فرص ترشيحه لجلسات التصوير وتلبيس المشاهير. السرعة والمرونة بوابة لحضور اسمك في اقتراحاتهم أولًا بأول

اختر مؤثرك كما تختار جمهورك

المؤثرون والمشاهير ليسوا بديلًا عن الصحافة بل امتداد لها، وذكاء المصمّم يظهر في اختياره المؤثّر الذي يخاطب الفئة الأقرب لعلامته. فإذا كانت العلامة تستهدف سيدات الأعمال مثلًا فالمؤثّر الأنسب هو من يقدّم محتوى يحاكي هذا القطاع لا من يوجّه خطابه إلى «الجيل زد» والعكس صحيح. لا تجعل شهرة الاسم أو أرقام التفاعل معيارك الوحيد؛ الجوهر أن تعرف الفئة التي تستهدفها ثم تختار المؤثّر الذي يعكسها ليحوّل التعاون معه قطعة عادية إلى أيقونة

التقويم السنوي: بوصلة الحضور

امتلاك تقويم سنوي للمناسبات الوطنية، أسابيع الموضة، والفعاليات الكبرى مثل مهرجان البحر الأحمر السينمائي أو حفل «جوي أواردز» يمنح المصمّم خطوة سبْق ويجعله يظهر للإعلام كمن يعرف وجهته. استغل هذا السبق بالتجهيز المبكر: اطّلع على الضيوف والمرشحين قبل الحدث، تواصل معهم بوقت مناسب، واعرض عليهم ارتداء قطعة من مجموعتك على السجادة الحمراء؛ أحياناً تُعلن الأسماء الرئيسة مسبقًا وهذه فرصتك لتكون الأسبق بدل الانتظار حتى اللحظة الأخيرة

ثقافة الـعينات: استثمارك الإعلامي

اجعل من القاعدة أن يكون لديك دائمًا قطعة جاهزة وغير مخصّصة للبيع من كل مجموعة لتلبية طلبات منسّقي الأزياء أو المجلات أو المشاهير في اللحظات الأخيرة (غالبًا ستصلك طلبات منسقي الأزياء في آخر لحظة!). هذه العيّنات الجاهزة هي جواز مرورك إلى الأضواء؛ تصل إلى جلسات التصوير، وتظهر على السجادة الحمراء، وتُدرج في الإعلانات التي يشاهدها الملايين. تجهيزها يختصر الطريق ويضع المصمّم في موقع المبادر القادر على اقتناص الفرص بدلًا من فقدانها. العينة استثمار إعلامي يرفع قيمة العلامة ويعزّز حضورها خارج المبيعات

التصميم وحده لا يصنع علامة. القصص والإعلام هما ما يحوّلان المصمم من صانع قطع جميلة إلى صاحب حضور ثابت في الذاكرة

ولمن يرغب بالاطلاع على اللقاء كاملًا، فهو مسجَّل ومتوفّر عبر منصة منسوج هنا

مصطلح اليوم

ما مُقابل كلمة «جاكيت» في العربية؟

لمشاهدة المقطع، اضغط هنا

📩أخبـار تهمـك

📝 أزياء_دورات

في دورة «تسويق الأزياء» نستعرض الخطوات والطرق الأساسية لتسويق علامتك التجارية في مجال الأزياء بأقل تكلفة ممكنة

🌟 أزياء_أخبار_محلية

أعلنت مؤسسة «فاشن ترست أرابيا»، أول جائزة في العالم العربي للدعم المالي والإداري للمصممين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قائمة المتأهلين لجوائز 2025 في فئات الأزياء الراقية، الأزياء الجاهزة، الإكسسوارات، المجوهرات، جائزة فرانكا سوتساني للمواهب الناشئة، تقنية الأزياء، ودولة الضيف الهند (المصدر)

أعلنت «وزارة الثقافة السعودية» و«هيئة الأزياء» عن إطلاق معرض ومتجر مؤقت بعنوان «تشكيل الرحلة» «فورميشن أوف ذا فوياج» في مدينة «البندقية» الإيطالية، وذلك في الفترة من 14 سبتمبر حتى 16 أكتوبر 2025. يقام المعرض في «أبازيا سان غريغوريو»، وهو مبنى تاريخي يعود للقرن الحادي عشر ويُستخدم اليوم كفضاء للفعاليات والمعارض الثقافية والفنية، بالتعاون مع علامة الأزياء السعودية «كاف باي كاف»، في خطوة تعزز موقع الأزياء السعودية على الساحة العالمية (المصدر)

💫 أزياء_أخبار_خليجية

أعلنت الشركة الناشئة «لكجري فور يو» عن إطلاق منصة تسوّق رقمية بنظام العضويات، تتيح الوصول إلى أكثر من 1,200 علامة وأكثر من 100 ألف منتج موثق، تشمل أسماء بارزة مثل «غوتشي»، «إيرميز»، «شانيل»، «برادا»، و«بربري». وتوفر المنصة شحنًا إلى 130 دولة، إضافة إلى مركز تجارب خاص في وسط دبي يعمل بنظام المواعيد فقط لعرض المجموعات النادرة وحضور فعاليات حصرية (المصدر)

🌎️ أزياء_اخبار_عالمية

أعلنت مجموعة «كيرينغ» الفرنسية المالكة لـ«غوتشي» أنها لن تُكمل الاستحواذ الكامل على دار الأزياء الإيطالية «فالنتينو» قبل عام 2028، في أول خطوة رئيسية تحت قيادة رئيسها التنفيذي الجديد «لوكا دي ميو». ويأتي القرار لتخفيف الضغوط المالية على المجموعة المثقلة بديون تبلغ 9.5 مليار يورو، بعد أن كان الاتفاق الأصلي مع صندوق "مايهولا" القطري قد أُبرم في 2023. وبموجب التفاهم الجديد، ستبقى هيكلية ملكية «فالنتينو» على حالها حتى 2028 على الأقل (المصدر)

أعلن «مجلس مصممي الأزياء» «سي إف دي أي» في أمريكا عن المرشحين والمكرّمين لجوائز 2025 التي ستقام في 3 نوفمبر بنيويورك، بمشاركة أسماء بارزة مثل «رالف لورين» و«توري بيرش» و«توم براون» والأخوات «أولسن». وحصل «رالف رووتشي» على جائزة الإنجاز مدى الحياة، فيما نالت «دوناتيلا فيرساتشي» جائزة التغيير الإيجابي، ومنحت جائزة المصمم الدولي لـ «بيتر مولير» من علامة «ألييا» (المصدر)

📆 أزياء_تقويم

يعود «هيا هَب »5.0 إلى الرياض في الفترة من 5 إلى 9 نوفمبر، ليقدم برنامجًا متنوعًا يجمع بين الموضة، الثقافة، الفن، الجمال والعناية بالبشرة، إلى جانب ورش عمل وحصص تدريبية وفعاليات مميزة أخرى (المصدر)

فريق التحرير: غادة الناصر، هاجر مبارك، منار الأحمدي، وجدان المالكي

منسوج، لكل ما يخُص قطاع الأزيـاء المحلي