✍ مراجعة بقلم: غادة الناصر

وش فكرة «تكريم»؟

مجموعة «تكريم» من «ريم الكنهل» كانت أقرب إلى رحلة داخل الذاكرة الجمعية لها ولنا. استلهمتها من جدتها الكبرى، ومن التفاصيل اللي ارتبطت بلبسها وحليّها ومجوهراتها. لكن «ريم» ما وقفت عند الحنين، أعادت قراءة الزي النجدي بعيون معاصرة وقدّمت بناء طبقي يعكس فكرة الحركة والاستمرارية، ويربط بين الذاكرة والتجديد في التصميم السعودي

كيف تعاملت «ريم» مع الخامات؟

استخدمت خامات مثل «البوبلين»، «الحرير»، «البروكاد»، و«تول المنيخل»، إلى جانب قماش «خط البلدة» و«الكرته». الدمج كان متزن وذكي، يربط بين خامات نعرفها تمامًا، وخطوط تنفيذ حديثة. القطع فيها ملمس تراثي بس وظيفة معاصرة، والنتيجة تصاميم مفهومة وقابلة للبس

وش علاقة المجموعة بالاستدامة؟

في نظري إن الاستدامة اللي شفتها في قطع المجموعة كانت أكبر وأفضل تكريم واستلهام من تراثنا. معروف إن جداتنا كانوا لما يختارون الأقمشة والخامات، يختارون الخامات الفاخرة اللي تعيش وتستمر. ولما ينفذون قطعة ينفذونها بحيث تعيش معهم تحت أي ظرف وبطريقة تسهل عليهم تعديلها في حال احتاجوا للتعديل

وهذا اللي شفته في مجموعة «تكريم»، القصّات المنسابة، الأكمام القابلة للفصل، والخيارات المتعددة للّبس، كلها تفاصيل تخلّي القطعة تعيش أكثر من موسم في دولابي. كأن «ريم» فكرت بالقطع كاستثمار طويل المدى، مو كفكرة تنتهي بعد أسبوع الموضة

كيف تتعامل «ريم الكنهل» مع التراث؟

ريم من المصممات اللي يشتغلون على التراث بروح خفيفة، فيها استمتاع وتجريب. تتعامل مع العناصر القديمة كأدوات ممكن تطويرها، مو كرموز لازم نحافظ عليها بحذر. لما تدمج قماش مثل «البروكاد» أو «خط البلدة» في فساتين معاصرة، أو تلف وتدخل الشيلة في الجديلة الطويلة للعارضة؛ أو تشاكسنا لما نشوف سروال «خط البلدة» وهو ظاهر من تحت الفستان. هي ما تحاول «تجمّل» التراث، هي تنقله ببساطة لزمن مختلف. والجميل إنك تحس إنها مستمتعة وهي تسوي كذا ، كأنها تلعب وتستكشف، بس بوعي وحرفة

خلاصة «تكريم»؟

المجموعة كانت توازن بين الماضي والحاضر. قدمت ريم الكنهل فيها طريقة ممتعة في التعامل مع التراث. كأنها أعطت فرصة للقديم أنها يعيش من جديد في حياة الناس بدال ما يتعامل معاملة قطع المتاحف

فريق التحرير: غادة الناصر، هاجر مبارك، منار الأحمدي، وجدان المالكي

منسوج، لكل ما يخُص قطاع الأزيـاء المحلي