في عالم الأزياء، لطالما راجت ظاهرة تسمية العلامات التجارية بأسماء أجنبية، حتى حين يكون مؤسسوها عربًا وتعمل من قلب مدن عربية. والسؤال المشروع هنا: لماذا ينتشر هذا التوجه؟ ولماذا تبدو الأسماء الإنجليزية أو الفرنسية وكأنها تمنح العلامة ميزة تنافسية في سوق مكتظ أصلًا بعلامات أجنبية؟
عند سماع أسماء مثل «كريستيان ديور» أو «إيف سان لوران» أو «شانيل»، تتداعى فورًا صور الفخامة الفرنسية والحرفيّة البصرية والتاريخ والإرث الأنيق. هذا الارتباط الذهني ليس عفويًا، بل نتيجة تراكم طويل من بناء الهوية عبر اللغة والرمز والثقافة. وهكذا، لم تعد الأسماء مجرد لافتات، بل حوامل ثقافية مشحونة بالمعاني والدلالات

بحسب دراسات متعددة في علم النفس اللغوي والتسويق، فإن الاسم التجاري لا يؤدي وظيفة تعريفية فحسب، بل يُسهم في تشكيل الانطباع الأول وترسيخ العلاقة بين العلامة والجمهور. الاسم هو أول رسالة ترسلها العلامة، وهو ما يجعل اختيار اللغة المستخدمة فيه قرارًا ثقافيًا واستراتيجيًا في آن
في السياق العربي، لا يمكن فصل تفضيل الأسماء الأجنبية عن آثار العولمة. إذ تأثر كثير من المصممين ورواد الأعمال بالأنماط الغربية في التسويق، ظنًا منهم أنها الطريق الأسرع للاحترافية والقبول الدولي. وهذا التصور لم يأتِ من فراغ، فبعض المستهلكين فعلًا يربطون الاسم الأجنبي بالترف أو الحداثة. لكن هذا لا يعني أن الأسماء الأجنبية أفضل بطبيعتها، بل يكشف عن ديناميات أعمق تتعلق بالهوية والتمثيل الرمزي
:ولفهم الميول الحالية، أجرينا في «منسوج» استطلاعًا على منصة «إكس» (تويتر) بتاريخ 1 يوليو 2025، سألنا فيه الجمهور

رغم أن ما يقارب نصف المشاركين رأوا أن لغة الاسم لا تحدث فرقًا، إلا أن نسبة من فضّلوا الاسم العربي (31.4٪) كانت أعلى من الذين اختاروا الاسم الأجنبي (20.6٪)، ما يشير إلى تحوّل تدريجي في الذوق العام تجاه الأسماء ذات الجذور الثقافية الأصيلة
في الواجهات التجارية، لا شيء يسبق المنتج غير اسمه. الاسم هو اللباس الأول الذي ترتديه العلامة، وباسمه تتقدّم أو تُنسى. ومع اتساع السوق الإبداعية في العالم العربي، تبرز مفارقة لافتة: كثير من المشاريع المحلية تختار لنفسها أسماء أجنبية، ليس بحكم الامتياز أو التوسع الدولي، بل بوصفه خيارًا جماليًا أو تسويقيًا يُعتقد أنه أكثر قدرة على الإقناع. وكأن الاسم العربي، بكل امتداداته التاريخية والصوتية والرمزية، لم يعد كافيًا لتوليد الثقة أو الرغبة
لكن الاسم، كما يعرف محترفو العلامات، ليس قرارًا شكليًا. هو جزء من السردية، ومن بناء العلاقة مع الجمهور. حين تختار علامةٌ محلية اسمًا أعجميًا دون ضرورة، فهي لا تتبنّى لغة فقط، بل تتبنّى تمثيلًا ثقافيًا يخلق مسافة بينها وبين محيطها. وهذا لا يتعلق بالاسم وحده، بل بالموقع الذي تحتله العلامة من هويتها وسوقها وثقافتها

قد يبدو الأمر في ظاهره خيارًا تسويقيًا، لكنه في جوهره سؤال عن الانتماء: هل نخاطب جمهورًا نعرفه، أم نتقمّص جمهورًا نطمح إلى لفت نظره؟ هل نريد أن نبدو عالميين، أم أن نكون محليين بثقة، وعالميين بأصالتنا؟
كثير من الأسماء العالمية لم تنجح لأنها «أجنبية»، بل لأنها ترجمت ثقافة حقيقية عبر صوت ولغة وسرد. وفي المقابل، ما زالت فرص الأسماء العربية غير مكتشفة بالكامل. ليس من باب الدفاع العاطفي عن اللغة، بل لأن جزءًا من السوق بدأ يبحث عن صوته الخاص، لا عن صدى أصوات مستعارة
قد لا يكون اعتماد اسم عربي ضمانًا للنجاح، لكنه بالتأكيد خطوة نحو بناء علامة ذات معنى
.هذه المقالة بدعم من مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) وصندوق التنمية الثقافي

كيف كانت النشرة اليوم؟
مصطلح اليوم
مصطلح «البِلُوزَة» من الكلمات الدخيلة على العربية، مأخوذة من الفرنسية، وتُطلق على ثوب علوي يُرتدى لتغطية الجزء الأعلى من الجسم. وقد انتقلت الكلمة إلى العربية في العصر الحديث، واستقرّت في الاستخدام العام للإشارة إلى القمصان ذات القصّات الخفيفة والزخرفية.
أما ما يُقابل «البِلُوزَة» في اللغة العربية الفصحى فهو «القِدْعَة» ، وهي الكلمة الأدق دلاليًا، وتدلّ على لباس علوي يُرتدى على الجذع، يختلف في طوله وتصميمه باختلاف الغرض والمناسبة. كما تُستخدم أحيانًا «الصدرية» أو «القميص» في أحيان أخرى
📩أخبـار تهمـك
📝 أزياء_دورات
في دورة «تصميم الخامات و الأزياء بالفوتوشوب» نركز على تطوير مهارات استخدام الفوتوشوب لتصميم الأزياء والخامات ، يعتبر الفوتوشوب من أفضل التقنيات التي سهلت رسم الأزياء على المصممين
🌟 أزياء_أخبار_محلية
تم إطلاق جدول النسخة الثالثة من «أسبوع الأزياء في الرياض»، كاشفًا عن برنامج مفصل يجمع بين أسماء بارزة في عالم الأزياء وتجارب جديدة لمصممين صاعدين. ويأتي هذا الإعلان ليمهّد لانطلاقة الحدث المنتظر منتصف أكتوبر في العاصمة السعودية (المصدر)
تفتتح دار «فيفيان ويستوود» بالتعاون مع «مؤسسة فنون التراث» النسخة الثالثة من «أسبوع الأزياء في الرياض» 2025 في 16 أكتوبر المقبل، حيث تقدّم لأول مرة في الشرق الأوسط مجموعة كابسول خاصة تمزج بين أسلوبها البريطاني العريق والحرف السعودية الأصيلة، بمشاركة حرفيين محليين وأكثر من 100 طالب من معاهد الأزياء السعودية في جلسات إرشادية تعكس رؤية الحدث في تعزيز الحوار الثقافي والإبداعي (المصدر)
قدّمت دار الأزياء السعودية «صدف» مجموعتها الجديدة لموسم خريف وشتاء 2026 في «أسبوع الموضة في باريس» داخل قصر «لو ماروا». المجموعة ضمّت أزياء للرجال والنساء مع إكسسوارات خاصة، بتصاميم تمزج بين البساطة والفخامة. واختارت العلامة لوحة لونية مستوحاة من الطبيعة (المصدر)
🌎️ أزياء_اخبار_عالمية
تواجه شركة «شي إن» سلسلة غرامات أوروبية متصاعدة، أبرزها 150 مليون يورو في فرنسا بسبب جمع بيانات المستهلكين دون موافقة، و40 مليون يورو لخصومات مضللة، ومليون يورو من إيطاليا بتهمة «الغسل الأخضر»، وردّت الشركة بإنشاء وحدة جديدة باسم «مجموعة النزاهة» لتعزيز الامتثال والحوكمة وتوسيع التدقيق الداخلي. وتأتي هذه الخطوات بينما تسعى «شي إن» للإدراج في بورصة هونغ كونغ وسط تدقيق متزايد على ممارساتها التجارية والبيئية (المصدر)
حققت مجموعة «فاست ريتيلينغ»، المالكة لـ «يونيكلو»، أرباحاً تشغيلية قياسية بلغت 564.3 مليار ين (3.69 مليار دولار) في السنة المنتهية بأغسطس 2025، بزيادة 13% عن العام السابق. وجاءت النتائج مدعومة بمبيعات قوية في اليابان وأميركا الشمالية، بينما تراجعت في الصين. وتتوقع الشركة أرباحاً قياسية جديدة في 2026 مع خطط لافتتاح متاجر رئيسية في أوروبا وأميركا (المصدر)
📆 أزياء_تقويم
تنطلق فعاليات «ذا كيوريتيد رووم» في فضاء «المشتل» خلال الفترة من 9 إلى 11 أكتوبر، مقدمةً مركز أعمال يدعم رواد الموضة بالشراكة مع «جمعية الأزياء». يمتد البرنامج يومياً من الخامسة مساءً حتى العاشرة ليلاً، ويتضمن حلقات عمل وحوارات يقودها خبراء بارزون في صناعة الأزياء (المصدر)

فريق التحرير: غادة الناصر، هاجر مبارك، منار الأحمدي، وجدان المالكي
منسوج، لكل ما يخُص قطاع الأزيـاء المحلي