✍ مراجعة بقلم: غادة الناصر

بين مشاعرنا ومشاعر «تيما عابد»، كان افتتاح أسبوع الأزياء

بكل حماس تابعت افتتاح أول يوم في «أسبوع الرياض للأزياء» للمصممة السعودية «تيما عابد». واختيارها لافتتاح الأسبوع كان مناسب للجو العام ، لأنها تعرف كيف تترجم درامية المشاعر وعمقها في تصاميمها. الجو العام كان مليان إحساس، من الحماس والترقّب إلى الاستمتاع، ويمكن حتى لمسة حزن عند اللي ما قدروا يحضرون الموسم. ولما أقول الكل، أقصد كل أطراف المشهد: من مصممين وإعلاميين وصنّاع محتوى إلى متابعين ومهتمين بكل تفاصيل الحدث

وش المعنى وراء «فوضى»؟

سمّت تيما مجموعتها «فوضى»، وغاصت فيها داخل مشاعرها المتشابكة، واستلهمت منها تصاميمها اللي حولت فيها الألم لإبداع حي على المنصة. و«تيما» دايمًا تشتغل على خط رفيع بين الشعور والفن، وتعرف كيف تترجم الحزن أو الفرح أو الخوف بلغة القماش والقصّة. وقدّمت «فوضى» كإهداء لكل شخص مكمل طريقه رغم صعوبة الحياة، ولفريقها اللي ساعدها في تحويل ضجيج مشاعرها لمشهد فني يلامس الكل

بأي المشاعر افتتحت «فوضى»؟

العرض بدأ بقطعة ثقيلة، بمعناها وشكلها. قطعة سوداء بالكامل من رأس العارضة إلى أخمص قدميها، مشغولة بالشك اللامع اللي معطيها فخامة ويكشف عمق المشاعر وثقلها. أعتقد أن تصميم الفستان والاستفتاح فيه كان ترجمة لمشاعر الحزن. لأن المصممة مرت بتجربة فقد قريبة من العرض، بعد وفاة والدتها – رحمها الله – فكان الأسود هنا حالة مو لون

تم أيضاً الاستيحاء من «الغطوة» أو «الشيلة»، تأكيدا على اهتمام «تيما» بهويتنا الثقافية، وكرمز للانغماس بالمشاعر، وكأن الإنسان أحيانًا يذوب بشعور واحد يبتلعه تمامًا، لين يختفي منه كل شي إلا هالإحساس اللي يسيطر عليه بالكامل

وشلون ترجمت «تيما» فوضى المشاعر بالألوان؟

زي ما المشاعر متقلبة وأحياناً فوضوية وما تثبت على حال، تنقلت تيما بين الألوان بنفس نمطية التغير. من الأسود القاتم إلى الألوان الفاتحة والذهبية المتلألئة بالشك، ثم إلى درجات العنابي العميق والأحمر الجريء

وش الرابط بين «تيما» والعمارة السعودية؟

فيه تناغم واضح بين «تيما عابد» وفن العمارة السعودي. حبها للفن الهندسي يبان في تصاميمها اللي تمزج بين الجمال العملي والفن البصري. الإطارات الهندسية اللي تحيط بالرأس والوجه وتنسجم مع كامل القطعة، والمثلثات والمكعبات المستوحاة من تفاصيل العمارة المحلية، كلها تبرز تقديرها للهوية المعمارية، ورغبتها تكسر حدود القطعة التقليدية وتحولها إلى بناء بصري متكامل يخدم الفن والجمال في نفس الوقت

عروس «تيما»... فستان عادي ولا رسالة؟

فستان العروس جمع بين التصميم والهندسة والرمزية. أول شي يلفت النظر هو البناء الدائري اللي يغطي الرأس، متكامل مع الطرحة المثبّتة اللي تنسدل بخفة للأرض مع حركة العارضة والهواء. وكأن العروس غرقانة في اللون الأبيض تمامًا، في انعكاس صادق لرسالة المجموعة، وتأكيد واضح لرسالة المجموعة ودور المشاعر فيها

وش يبقى بعد «فوضى»؟

قدمت «تيما عابد» مجموعة حملت بصمتها المعتادة في الجمع بين الفكرة والتنفيذ، وبين العمق الفني والبناء المتقن. قدّم العرض رؤية متكاملة عن قدرة المصمم السعودي على تحويل التجربة الشخصية إلى طرح فني متزن وواضح. ومع «فوضى»، تثبّت «تيما» مكانها كواحدة من الأسماء السعودية اللي تقدر توازن بين الحس الإبداعي والنضج المهني في كل ظهور جديد

فريق التحرير: غادة الناصر، هاجر مبارك، منار الأحمدي، وجدان المالكي

منسوج، لكل ما يخُص قطاع الأزيـاء المحلي