في زيارةِ وليّ العهد صاحبِ السموّ الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة، في محطة تُعدّ من أبرز المحطات المحورية في مسار العلاقات السعودية–الأمريكية، تركز الحديث الرسمي على تعميق الاستثمارات، وتعزيز القوة الاقتصادية والعسكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون في ملفات التقنية والذكاء الاصطناعي.في «منسوج» نقرأ هذه الزيارة من زاوية أخرى: كيف حضرت الأزياء والثقافة كجزء من سردية الهوية والقطاع الإبداعي السعودي
على منصة المراهنات الأمريكية «بولي ماركت» طُرح سؤال لافت: «هل سيرتدي الأمير محمد بن سلمان بدلة وربطة عنق خلال زيارته لواشنطن؟». منح المتداولون أموالهم احتمالًا يقارب ٥٪ لظهوره ببدلة، مقابل ٩٥٪ راهنوا على استمراره بالزيّ السعودي، ما يكشف أن كثيرين باتوا ينظرون إلى تمسّكه بهويته بوصفه جزءًا من صورة قائد واثق، وركيزة من ركائز الصورة التي تُبنى عن السعودية اليوم
وبالطبــع، ظهر ولي العهد بالزيّ السعودي الرسمي الاحتفالي، وخلال لقائه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، علّق مازحًا على الرهان، معتذرًا لـ«٥٪» الذين اختاروا البدلة وخسروا
في اللقاء نفسه، حضرت الأزياء السعودية من زاوية أخرى. سموّ الأميرة ريما بنت بندر، سفيرة المملكة لدى الولايات المتحدة ورئيسة مجلس إدارة «كياني»، اختارت حقيبة محبوكة محدودة الإصدار من العلامة نفسها، بتصميم نورة سحمان المستوحى من ليالي العمارة النجدية. بعد ظهور الحقيبة في الصور المتداولة، نفدت خلال أربع وعشرين ساعة من الموقع الإلكتروني، دليلًا على أن دعم المنتجات والأسماء المحلية في مثل هذه الزيارات رفيعة المستوى يترجم سريعًا إلى أثرٍ اقتصاديّ حقيقي

حقيبة من علامة كياني بالتعاون مع الفنانة نوره سحمان
وعلى الجانب الآخر من الطاولة، في حفل العشاء بالبيت الأبيض، ظهرت السيدة الأولى ميلانيا ترامب بفستان أخضر زمردي من المصمم إيلي صعب، بلون يذكّر بالأخضر في العلم السعودي، حتى وإن كان الاختيار بدافع جمالي أو بروتوكولي، لكن هذا التفصيل البسيط، ينسجم مع الحضور السعودي القوي في تلك الليلة

ميلانيا ترامب في حفل استقبال العشاء بالبيت الأبيض
وعلى الجانب الآخر من الطاولة، في حفل العشاء بالبيت الأبيض، ظهرت السيدة الأولى ميلانيا ترامب بفستان أخضر زمردي من المصمم إيلي صعب، بلون يذكّر بالأخضر في العلم السعودي، حتى وإن كان الاختيار بدافع جمالي أو بروتوكولي، لكن هذا التفصيل البسيط ينسجم مع الحضور السعودي القوي في تلك الليلة
وراء هذه التفاصيل، ظلّ الخطاب المصاحب للزيارة يؤكّد أن القطاع الإبداعي والثقافة ركيزة أساسية إلى جانب ملفات الذكاء الاصطناعي والاقتصاد والقوة العسكرية. وفي شهر سبتمبر من هذا العام، أُطلق في المملكة أول مؤتمر للاستثمار الثقافي، بوصفه خطوة تعكس أن الثقافة والصناعات الإبداعية دخلت دائرة التخطيط الاقتصادي والاستثماري الجاد. هذا التحوّل يمسّ مباشرة مجتمع الثقافة والأزياء: المصممين، والحرفيين، والمهنيين في هذا القطاع، بوصفهم جزءًا من البنية الاقتصادية الجديدة للسعودية، ومن صورة قوتها الناعمة في السنوات القادمة

فريق التحرير: غادة الناصر، هاجر مبارك، منار الأحمدي، وجدان المالكي
منسوج، نضعك في قلب مشهد الأزياء السعودي
