• نشرة منسوج
  • Posts
  • كيف يصنع جيل الألفية هويته من خلال الموضة؟

كيف يصنع جيل الألفية هويته من خلال الموضة؟

جيل الألفية، وهم المولودون ما بين 1981 و1996، يمثلون أول جيل دخل مرحلة النضج مع الإنترنت والهواتف الذكية. هذه التجربة جعلت علاقتهم بالملابس مختلفة جذريًا عما عرفته الأجيال السابقة. فالأزياء لم تعد مجرد وسيلة للحماية أو للتشبه بالجماعة، بل تحولت إلى لغة كاملة يستخدمها الأفراد للتعبير عن أنفسهم والتفاوض مع محيطهم

الباحثة الإندونيسية «إلفا غوستياني» قدّمت دراسة لافتة في هذا المجال، استندت فيها إلى أفكار رولان بارت في السيميائيات. وهي ترى أن الملابس ليست حيادية، بل مليئة بالرموز والدلالات. اللون قد يرمز إلى موقف، القَصّة قد تشير إلى سلوك اجتماعي، والخامة قد تحمل معنى يتعلق بالهوية أو الانتماء

الفرق بين جيل الألفية ومن سبقهم جوهري. الأجيال السابقة كانت تميل إلى التماثل مع المجتمع، والملابس كانت وسيلة للاندماج وتجنّب الوصم. أما جيل الألفية فيستخدم اللباس ليؤكد فرديته. هنا لم يعد الاختلاف مخاطرة، بل أصبح قيمة في حد ذاته

ويتضح ذلك في المزج بين عناصر متباعدة. أحدهم قد يرتدي حذاءً من علامة عالمية مع عقد يدوي صنع محليًا. هذا التداخل لا يعكس ارتباكًا، بل يعكس ذكاء اجتماعيًا في بناء هوية مرنة، تُبقي الفرد حاضرًا في المجالين المحلي والعالمي في وقت واحد

وسائل التواصل الاجتماعي زادت هذا التحول وضوحًا. في إنستقرام وتيك توك، لا يظهر الناس كما هم، بل كما يريدون أن يُروا. اختيار الملابس، تصويرها، تعديلها، ثم انتظار التفاعل، صار ممارسة يومية لإعادة تشكيل الذات. الثياب هنا ليست استهلاكًا، بل إنتاجًا متكررًا للهوية أمام جمهور افتراضي

من عرض التعاون لعلامة أديداس وكاف باي كاف، حقوق الصور تعود للثقافية أزياء

هذا ما يجعل الملابس اليوم لا تتبع السياق الاجتماعي فحسب، بل تساهم في صياغته. الفرد لم يعد يرتدي ليشبه الجماعة، بل ليُعرّف الجماعة بنفسه. ومع ذلك، يبقى سؤال معقد مطروح: هل هذه الجرأة حقيقية فعلًا؟ أم أنها قناع جديد يخفي هشاشة داخلية وحاجة مستمرة للاعتراف؟

الموضة عند جيل الألفية مساحة للتجريب أكثر من كونها قواعد ثابتة. كل إطلالة قد تكون محاولة جديدة لتعريف الذات، وكل مشاركة رقمية تعيد فتح النقاش حول الهوية. ما نراه في هذا الجيل ليس جوابًا نهائيًا عن معنى اللباس، بل ممارسة يومية تُبقي السؤال مفتوحًا: من نكون عندما نختار ما نرتديه؟

.هذه المقالة بدعم من مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) وصندوق التنمية الثقافي

مصطلح اليوم

الـ «Double face» مصطلح إنجليزي يُطلق على الكساء ذي الوجهين، حيث يمكن ارتداؤه من الجهتين، ويُخاط بدون بطانة تقليدية. ويُقابل المصطلح الإنجليزي في اللغة العربية «المُـوَجَّـه». وكان يُعد قديمًا من الأزياء الفاخرة التي ارتبطت بالطبقات المُترفـة لدى العرب، كما فضّله الفرسان والمسافرون؛ نظرًا لإمكانية ارتدائه على أكثر من جهة دون الحاجة إلى حمل ملابس إضافية

كيف كانت النشرة اليوم؟

Login or Subscribe to participate in polls.

📩أخبـار تهمـك

فريق التحرير: غادة الناصر، سفر عياد، بلسم الغشام، هاجر مبارك، وجدان المالكي

منسوج، لكل ما يخُص قطاع الأزيـاء المحلي

Reply

or to participate.