☕هل سبق وشربت قهوتك في برادا؟

السفر أم الشراء؟ لماذا يفضل الناس التجربة على الاقتناء؟

استوقفتني تغطية رأيتها على منصة اجتماعية عن تعاون قامت به ميوميو مع مطعم فلامنقو روم في مطل البجيري. حيث يستقبل الزائر من لحظة دخوله إلى خروجه الأوجه المختلفة للعلامة. فالمدخل والديكور وقائمة الطعام والأنشطة الجانبية تطعمت بنكهات جديدة من ميوميو. وأقول «جديدة» لأن العلامة معروفة وشهيرة في عالم الأزياء، فهي حاضرة دائمًا في أسبوع الموضة، ولها قاعدة عملاء أوفياء وجاذبة للعملاء الجدد على نحو دائم
هذا التعاون يفتح باب التساؤل حول ما يريده العميل الفاخر اليوم: هل يبحث عن منتج؟ أم عن لحظة يعيشها؟
وهنا تتضح أهمية فهم التحولات النفسية في دوافع الشراء

في دراسة نشرتها جامعة كورنيل، أشارت إلى أن أغلب الناس يجدون سعادتهم في صرف أموالهم لعيش التجارب أكثر من صرفها لغرض الشراء والامتلاك. فسلوكهم وهم ينتظرون في الصف لحضور فعالية يختلف عن وقوفهم في الصف لشراء منتج. فالأول يكون عادة خاليًا من التوتر أو التذمر، بعكس الثاني
وتعزز هذه الدراسة ما نراه من الأثر الإيجابي الناتج عن التجارب التي تركز على رفع مستوى جودة الحياة، والمتمثلة في المعارض الفنية والفعاليات الثقافية

كما تدعم هذه الفكرة دراسة أخرى من جامعة هيوستن، ركزت على سلوك الناس بعد جائحة كورونا التي أعادت تشكيل أنماط الحياة المعتادة. فقد حصل توسع في مفهوم «الترف»، ولم يعد يُقاس بما نمتلكه فقط، بل بما نعيشه ونختبره
حيث لاحظ الباحثون ارتفاعًا في حجوزات الفنادق التي تتم قبل أيام قليلة أو حتى قبل يوم واحد من السفر، ما يشير إلى شغف مفاجئ باللحظة الآنية أكثر من التخطيط للاقتناء

هذا التوجه النفسي ليس مؤقتًا، بل أصبح نمطًا عالميًا يتبناه الناس والعلامات معًا
:ولغرض دعم هذا المقال، أجرت منصة منسوج تصويتًا عبر منصة إكس، طُرح فيه خياران
شراء منتج فاخر أم سفرة ممتعة؟
فكانت النتيجة بلا منازع لصالح السفر

هذا التوجه لا ينعكس فقط في سلوك العملاء، بل أيضًا في الطريقة التي تُروّج بها العلامات لمنتجاتها
فالمؤثر اليوم لا يكتفي بعرض منتج على طاولة أو خلفية مثالية، بل يصطحب متابعيه معه في الرحلة؛ من لحظة دخوله للمتجر إلى لحظة الاستلام، من تجربة التغليف وحتى حديثه العفوي عن شعوره بعد الشراء
لقد أصبحت «الرحلة» جزءًا من المنتج ذاته، وهذا التحول يكشف توجه العلامات الراقية في بناء تجربة متكاملة لا تقف عند البيع، بل تبدأ منه
في زمن تتشابه فيه الأذواق وتتكاثر فيه النسخ، تبرز القصة والتجربة كوسيلتين للتميّز
ومن هنا، تسعى العلامات إلى أن تكون أكثر من مجرد شعار على حقيبة، بل ذاكرة تُشارك، وموقف يُحتفى به

تجارب الرفاهية على منصات التواصل الاجتماعي

تعرف العلامات الراقية مدى أهمية وجودها النشط على منصات التواصل، وتدرك ضرورة أن يعكس هذا الوجود هويتها البصرية والرمزية
والتجارب الحصرية لعملائها هي من أنجح السبل لتحقيق ذلك
فوجود العلامات من خلال متاجر مؤقتة، أو من خلال الاحتفال بالمناسبات العامة كدعوات السحور أو الأعياد، يرسّخ فكرة أن العلامة لا تبيعهم مجرد منتج، بل تجربة حياتية متكاملة

كما تدرك العلامات حب الناس للاحتفاظ بالذكريات الفوتوغرافية ومشاركتها مع الأصدقاء. فالندرة التي توفرها هذه المساحات تؤثر عاطفيًا على الزائر، فتربح العلامة مرات عديدة
مرة بإسعاد عملائها الدائمين
ومرة بتعزيز صورتها لدى الجدد
ومرة بظهورها غير المباشر على المنصات
ومرة بتشجيع الشراء العفوي وغير المخطط له

كيف ترى علامتك المفضلة خارج البوتيك؟

العلامات أصبحت تدرك أن ترف التجربة لا يقتصر على المنصات، بل يجب أن يُترجم في مساحاتها المادية
ميوميو ليست أول علامة تتفرع في نشاطها. هناك أيضًا قهوة رالف التابعة لعلامة رالف لورين، و"ذا بلو بوكس" من تيفاني أند كو، وبرادا كافيه، وغيرهم كثير

استثمار العلامات في المطاعم والكافيهات له أهداف استراتيجية بعيدة المدى
من أهمها جذب العميل إلى داخل المتجر من جديد
فالمنافسة مع المنصات الرقمية أصبحت شديدة؛ فهذه الأخيرة لا تتطلب جهدًا أو وقتًا، لكنها تفتقر للرابطة الشعورية، ولذا يسهل نسيانها
أما التجارب المادية، فتُعاش، وتُحفظ، وتُعاد مشاركتها

أن أعيش تجربة بكل حواسي... أفضل من امتلاك منتج

ولا غرابة أن تنتقل العلامات من المتجر إلى الفندق، ومن المنتج إلى الشعور
استيعاب العلامات لهذا التوجه يظهر في توسعها خارج المتاجر التقليدية
وتوجّهها إلى قطاع الفندقة الفخمة خير مثال. رأيناه في فندق أرماني الذي صمّمه جورجيو أرماني شخصيًا، أو فندق فندي في جبال الألب

فكما غيّرت العلامات العالمية شكل الترف، ربما حان الوقت لنتساءل
أين وكيف نحب أن نرى علاماتنا المحلية؟ ومن أي زاوية نمنحها فرصة لتُعاش؟ وهل الرابطة بيننا أساسها الحاجة للمنتج أم الإنتماء المعنوي؟

.هذه المقالة بدعم من مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) وصندوق التنمية الثقافي

مصطلح اليوم

البخنق هو عطاء للرأس ترتديه النساء، خصوصاً الفتيات، لتغطية الرأس وتثبيته تحت الذقن. ويعرف أيضا بمرادفاته «المحنك» و«المقنع» أيضا

:وجعل عنترة بن شداد البخنق من زينة المرأة كالعقد في شعره

فخر الرجال سلاسل وقيود

وكذا النساء بخانق وعقود

عنترة بن شداد

كيف كانت النشرة اليوم؟

Login or Subscribe to participate in polls.

أخبار تهمك 📩

-

-

-

-

-

-

فريق التحرير: غادة الناصر، سفر عياد، بلسم الغشام، هاجر مبارك، وجدان المالكي

منسوج، لكل ما يخُص قطاع الأزيـاء المحلي

Reply

or to participate.