الهَبّة في سياق الموضة هي موجة قصيرة العمر؛ صيحة تشتدّ بسرعة ثم تخفت بعد موسم أو موسمين. الكلمة في أصلها العربي مرتبطة بـ «هَبَّت الريح»، حركة مفاجئة لا تستقر طويلًا. في لغة صناعة الأزياء العالمية، يقابل هذا المعنى تقريبًا ما يُسمّى بـ «التريند»، أي الاتجاه القصير الذي يعلو لفترة محدودة ثم يفسح المجال لغيره
إذا كانت الهَبّات تظهر كل موسم بهذه السرعة والتكرار، فالسؤال ليس فقط: ما هي؟ بل: كيف يُصمَّم ما نرغب به أصلًا؟ ومن أين تبدأ هذه الموجة قبل أن تصل إلى خزانة ملابسنا؟
قبل أن نبحث في آليات الهَبّة، نحتاج أولًا أن نرى من يحرّكها. في الغالب، يوجد نوعان من اللاعبين: منظومة الشركات التي تخطّط للهَبّات وتبرمج مواسمها، وأشخاص يتحوّلون مع الوقت إلى «صانعي هبّات». النوع الأول يعمل بالأرقام والتقارير وخطط الإنتاج، والنوع الثاني يعتمد على الكاريزما والحضور والتأثير الشخصي، لا ينتظر ما تقرّره السوق، بل يلبس شيئًا مختلفًا، فيقلّده مريدون كُثُر، ثم تتسرّب اختياراته بالتدريج إلى الشارع وإلى العلامات نفسها

في الجهة الأولى تقف منظومة الشركات: بيوت الأزياء، وسلاسل التجزئة، ومنصّات البيع الإلكتروني، وشركات التنبؤ بالاتجاهات مثل «دبليو جي إس إن» و«تريندستوب». هذه الجهات لا تنتظر الهَبّة، بل تخطّط لها مسبقًا. شركات التنبؤ تعمل عادة قبل نحو ثمانية عشر شهرًا أو أكثر من الموسم لتقترح على العلامات الألوان والقصّات وأنماط الحياة التي تستحق الرهان. وتشير تقارير سوقية حديثة، مثل تقرير «داتا هُرايزون ريسيرتش» عن خدمات التنبؤ باتجاهات الموضة، إلى أن هذا القطاع تجاوز ٢٫٧ مليار دولار في عام ٢٠٢٣، مع توقّعات بنمو مستمر في السنوات القادمة. بناءً على هذه المعطيات، تقرّر بيوت الأزياء وسلاسل التجزئة ما الذي يُنتَج بكميات كبيرة، وما الذي يُترَك في نطاق التجريب، فيتحوّل تحليل الأرقام إلى مجموعات جاهزة وجدول واضح لخروج الهَبّة إلى السوق
في الجهة الثانية يظهر «صانع الهَبّة» كفرد، ما يُسمّى أيضا في الإنجليزية بـ «تريند سيتر». هو شخص يمتلك كاريزما وذائقة قوية، وغالبًا ما يكون مشهورًا أو صاحب تأثير في دائرة معيّنة. لا ينتظر تقارير التنبؤ، بل يجرّب شيئًا مختلفًا في طريقة اللبس: طول غير معتاد، مزج بين قطع فاخرة ويومية، أو تفصيلة غير مألوفة تلفت النظر. في البداية تقلّده مجموعة صغيرة من المعجبين، ثم تنتشر الصور على المنصّات وتلتقطها وسائل الإعلام، ومع تكرار الظهور تتحوّل اختياراته الشخصية إلى هَبّة واسعة، وقد تعود العلامات نفسها لاحقًا لتستعير هذه الاختيارات في مجموعاتها القادمة
لذلك، كثير مما نسمّيه «ذوقي الشخصي» يتكوّن من التعرّض المتكرر للشيء نفسه: حملة دعائية، إطلالة لمؤثّر، ظهور في مسلسل، ثم حضور ثقيل على السوشال ميديا. صناعة الأزياء تتحدّث كثيرًا عن التفرّد والاختيار الحر، لكنها تستفيد عمليًا من الهبّات؛ لأنها تسرّع دورة الشراء وترفع عدد القطع التي نقتنع أننا «بحاجة» إليها كل موسم. لهذا نرى مجلات موضة تكتب عن الاستدامة وتقليل الاستهلاك، ثم تقدّم في الصفحات نفسها قوائم من نوع: «تريند هذا الصيف» و«تريند هذا الشتاء» مع عشرات المنتجات الجاهزة للشراء. هذا التباين لا يحتاج إلى دراما أخلاقية أو نظريات مؤامرة لشرحه، هو ببساطة انعكاس لمنطق سوق ربحي هدفه الأساسي تحريك المبيعات
ما يهمّنا نحن أن ندخل هذه الدائرة ونحن واعين، لا منقادين بالكامل، أن تعرف متى تشارك في هَبّة لأنها تناسب حياتك وتعجبك فعلًا، ومتى تتركها تمرّ من حولك دون أن تجرك معها. أن تبني أسلوبًا يمكن أن يعيش أطول من موسم واحد، وأطول من ضجيج الهَبّات، الهبّات ستستمر، وصناعة الموضة ستظل تصمّم ما نرغب به، لكن الجزء الأخير من القصة يظلّ في يدك أنت، في القرار الذي تتخذه أمام كل هبّة جديدة
.هذه المقالة بدعم من مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) وصندوق التنمية الثقافي

كيف كانت النشرة اليوم؟
مصطلح اليوم

من أين جاءت كلمة «الزَّبون» في الزيّ الحجازي؟
لمشاهدة المقطع، فضلاً الضغط هنا
📩أخبـار تهمـك
📝 أزياء_دورات
🌟 أزياء_أخبار_محلية
الأزياء والثقافة في زيارة ولي العهد (المقالة)
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، احتفلت مؤسسة «تركواز ماونتن» في المملكة بمرور عشر سنوات على عملها محليًا، إلى جانب مرور عشرين عامًا على انطلاق المؤسسة عالميًا منذ تأسيسها عام 2006 على يد جلالة الملك تشارلز الثالث. وهنا وثقت «منسوج» الأمسية بعدستها، وأجرت حوارات مع رواد الثقافة والحرفيين حول مستقبل الحرفة وإمكان تحولها إلى عمل مستدام ومصدر دخل في ظل الدعم المتزايد للقطاع الثقافي في المملكة. (المصدر)
تعلن جمعية الأزياء عن تعاونها مع منصة «أزيانا» المتخصصة في بيع وشراء قطع الأزياء الأصلية للمصممين العالميين. بموجب هذا التعاون، يحصل أعضاء الجمعية ضمن برنامج «أصدقاء جمعية الأزياء» على ميزة عرض منتجاتهم في منصة «أزيانا» دون رسوم إدراج، دعمًا لاقتصاد الأزياء الدائري وتعزيز حضور المصممين محليًا. (المصدر)
🌎️ أزياء_اخبار_عالمية
يحمل حفل «ميت غالا 2026» ثيمته لهذا العام تحت عنوان «الأزياء كفن»، احتفالًا بافتتاح صالات «كوندي إم. نيست» الجديدة المخصصة للأزياء، بمساحة تقارب 12 ألف قدم مربعة بجوار البهو الرئيسي في متحف المتروبوليتان. تعكس الثيمة فكرة أن الأزياء تُقدَّم بوصفها فنًا قائمًا بذاته، من خلال معرض يجمع بين قطع مختارة من «معهد الأزياء» وأعمال فنية من مجموعات المتحف المختلفة تشمل لوحات ومنحوتات ورسومات، بهدف إبراز العلاقة بين الجسد والقطعة المصممة ووضع الأزياء في سياقها الفني كجزء من تاريخ الفن العالمي، لا مجرد مكوّن بصري أو وظيفي. (المصدر)
حصدت «شانيل» جائزة «أفضل قطعة للعام» في حفل «الجائزة الكبرى للمجوهرات الراقية» في موناكو، وذلك عن عقد «سويتر بريستيج» من مجموعة «الأزياء الراقية للمجوهرات الرياضية». أعاد التصميم تفسير أناقة الدار الرياضية عبر الذهب الأبيض والبلاتين والألماس والأونيكس، إلى جانب أحد عشر حجر زمرد مقصوص بقَطع زمردي بإجمالي 37.18 قيراطًا، مستلهمًا تفاصيله من خيوط القبّعات وملابس السويت شيرت، في تعبير عن قدرة الدار على تحويل التفاصيل اليومية إلى فخامة راقية. جمع الحفل العالمي عشر دور فاخرة احتفاءً بالحرفية والتصميم في عالم المجوهرات الراقية. (المصدر)
أطلقت شركة «لوكسُس» صندوقين استثماريين مخصصين لحقائب «إيرميز» من طرازي بيركين وكيلي، باعتبارها أصولًا قابلة للتداول شبيهة بالذهب في استقرار قيمتها. الصندوق الأول جمع مليون دولار وحقق عائدًا صافياً بنسبة 34% خلال 43 يومًا، تلاه صندوق ثانٍ جمع مليوني دولار بدعم من «كريستيز»، في خطوة ترسّخ حقائب إيرميس كفئة استثمارية مستقلة وليست مجرد قطع اقتناء. (المصدر)
💫 أزياء_اخبار_خليجية
تعود فعالية «أسبوع دبي للساعات» في الفترة من 19 إلى 23 نوفمبر، لتحوّل «حديقة البرج» في دبي إلى نقطة التقاء إقليمية لصنّاع الساعات ومحترفي التصميم والمجتمع المهتم بهذا المجال. في نسختها السابعة، تواصل الفعالية تميّزها باعتبارها مساحة ثقافية تجمع الحرفة والابتكار والحوار، وليست معرضًا تجاريًا تقليديًا، وفق الرؤية التي تعتمدها عائلة صديقي المنظمة للحدث. وتشهد نسخة هذا العام حضورًا لافتًا من دور عالمية ومصممين مستقلين وأصوات متعددة التخصصات، عبر برنامج يشمل معارض وجلسات نقاش وتعاونات وتجارب مباشرة مع صناعة الساعات. (المصدر)
📆 أزياء_تقويم
تطلق جمعية الأزياء بالتعاون مع غاليري ليفت في جاكس، وشراكة إعلامية من مجلة "هي" سلسلة من ورش عمل وجلسات نقاشية تركز على اللحظات الثقافية في عالم الموضة السعودية بمشاركة رواد وخبراء الأزياء، وذلك في الفترة من 27 إلى 29 نوفمبر الجاري. تابعونا لمزيد من التفاصيل عن التسجيل والمشاركة. (المصدر)

فريق التحرير: غادة الناصر، هاجر مبارك، منار الأحمدي، وجدان المالكي
منسوج، نضعك في قلب مشهد الأزياء السعودي

